کد مطلب:163890 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:248

ما هو واقع الکفر؟
ان الكفر فی الواقع لیس فقط الجحود اللفظی. كلا انه كما ذكرنا سابقاً أن قلیلاً من الناس عبر التاریخ كانوا بهذا المفهوم والآیات القرآنیة شاهدة علی ذلك، وهناك آیات كثیرة بهذا المضمون:

«ولئن سألتهم من خلق السموات والارض لیقولنّ الله» (25/لقمان).

واذا ركبوا السفینة فی وسط البحر مع تلاطم الامواج بعضها البعض وأشرفت السفینة علی الغرق، رفعوا أیدیهم بالدعاء الی الله سبحانه وتعالی، ونسوا الشركاء وأتباعهم، وفی القرآن توجیه الی الله وتذكرة به ولكن هذا التوجیه كان یأتی مع التشریعات العلمیة. قال الله تعالی:

«هو الذی یسیركم فی البر والبحر حتی اذا كنتم فی الفلك وجرین بهم بریح طیبة وفرحوا بها جاءتها ریح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا انهم أحیط بهم دعوا الله مخلصین له الدین لئن أنجیتنا من هذه لنكونن من الشاكرین» (22/ یونس).

كل ذلك یدل علی ان فئة قلیلة من الناس كانوا یجحدون بالله، ذلك الجحود اللفظی، ولو ان القرآن نزل علی هذه الفئة القلیلة لكان القرآن معزولاً عن الجماهیر الاخری.

ان القرآن الحكیم قد تضمن علاج هذه المشكلة النفسیة والعقائدیة والتشریعة المتجذرة عند أغلب الناس المؤمنین بالله لفظاً ایماناً حقیقاً إذ لیس هذا الجحود اللفظی هو الكفر بمعناه الصحیح، وأنما الكفر فی الحقیقة بالذی یدور حول هذه القضیة، فهو أما ترك التشریع الاسلامی الی التشریع غیر الاسلامی، أو ترك القیادة الاسلامیة والاعتبار بالقیادة الغیر اسلامیة. هذا هو الكفر أو الشرك ولا فرق بینهما، فاذا أهملت التشریع الاسلامی بمجمله، ومضیت الی تشریع آخر ترسم به خارطة حیاتك، فأنك لابد أن تضع نفسك سلفاً فی خانة الكفار والمشركین بالله وبالعكس قبولك التشریع الاسلامی كنظام متكامل وقبولك بالانصیاع لقیادة اسلامیة صحیحة فانك تستحق أن تكتب فی قائمة المؤمنین.

وقد تترك جانباً من النظام، أو تمتنع عن طاعة القیادة فی أمر من الامور بعد أن تقبلها قبولاً أولیاً مبدئیاً، فأنك مؤمن.

فنحن لا نقول ان الذی یترك الصلاة كافر كما قال الفریق الاول من العلماء والفلاسفة، فهذا غیر صحیح، لان الذی یترك الصلاة وهو یؤمن أنها واجبة لیس بكافر، كذلك الذی یترك الصوم وهو یؤمن بوجوبه فهو لیس بكافربل، هو فاسق. ولكن الذی یترك الاقتصاد الاسلامی، فیقول أنه لیس هناك وجود لنظام اقتصادی فی الاسلام، أو الذی یترك النظام الاجتماعی فی الاسلام معللاً بأفضلیة النظام الغربی أو النظام الشرقی، أو الذی یترك قانون الاحوال الشخصیة الاسلامیة ویركن الی أتباع قوانین الاحوال الشخصیة الغربیة أو الشرقیة.. الذی یفعل هكذا هو الكافر حقاً بالاسلام.

الانحراف عن القیادة الصحیحة مصداق للكفر.

ان الذی یترك القیادة الاسلامیة الرسالیة ویتجه الی قیادة الطغاة والجبت، هو كافر بلاریب. بینما لو لم یطع الانسان القیادة الاسلامیة الرسالیة المنبعثة من روح التعالیم الالهیة فی أمر معین، فان ذلك لا یعدو كونه شركاً خفیاً أو فسقاً. ورسول الله (ص) یقول:

«من ختم له بلا إله إلا الله دخل الجنة وأن زنا وأن سرق».

انه لا یعنی تلفط كلمة [لا إله إلا الله] وإنما یعنی من لا إله أی لا ولی له ولا قائد ولا مشرع إلا الله أی: قبول القیادة الاسلامیة، وفی اطار هذا القبول اذا زنا أو سرق یغفر له ان تاب، أما من یدعی بأن الزنا حلال وانّ السرقة التی تكون عبر البنوك والنظام الرأسمالی والنظام الشیوعی حلال هذا الانسان لیس ممن یقول: لا إله إلا الله، بل هو ممن یؤمن بألوهیة النظام الاشتراكی والشیوعی والرأسمالی، من دون النظام الاسلامی.